رثاء ونعي في جدة

نقلاً عن الكاتبة  "العنـــــــــود"ـ

-----------------------------------------

جدة: أرملة البحر الأحمر

جدة: مقبرة البحر الأحمر

جدة, مدينتي الفاضلة .  لا أعلم ماذا أقول ولا أعلم من أين أبدأ. أأعزي أنفسنا بمصابك أم أعزيك في أبنائك. أين أنت يا جدة؟ ماذا حل بجوهرة الشرق هل سرقوك أبنائك؟ هل رملوكي في عز صباك؟ أين سحرك ؟ أين جمالك؟ أين ومتى وكيف ومن ولماذا ؟ أسئلة تعتريني , تأجج كتلة الغضب بداخلي تبحث بين رفاتك عن إجابة ولكن بدون فائدة فطعنتك من ظهرك وثأرك في أبنائك.

 لا أعلم كيف سويعات من المطر زلزلت رواسيك وهزت جميع أطرافك كيف و أنت العروس وزوجك النفط وبلادك الريادة. ولكن حطماك أصبح في زيادة. جدة منذ الصغر نخشى المطر لأنه دائما ما يسوء المنذرين. أعوام أتبعت بسنين وحالك يا جدة يشكي من الأنين. يأتي أمين ويذهب أمين, يعد ويوعد أنه لك من الحافظين وأنك ستكوني له يوما من الشاكرين.

 تفتحي له خزائنك وتطعمي الفم كي تستحي العين, ومع ذلك لم تسلمي من بطش الغادرين. أعوام مضت أين انقضت؟ ماذا حل بمن قد رحل. نعيم مقيم وجنة من نعيم ولكن ماذا عن الجبار العليم؟ فوعده وعيد وعذابه شديد! جدة لا أملك إلا الدعاء أن يرفع الله عنك البلاء و لا أطلب إلا الجلاء لمن خانك وعلى ظهرك بنى الثراء. مباح في حالك الثأر فلا دية تعزينا و لا عفو يراضينا.

 ماذا بعد أن ضاعت أمانينا , ماذا بعد أن فطرت قلوبنا على أهالينا. بيوت العلم أصبحت أسوار تحتجزنا ودور الشفاء تطلب ضمادا لمابنيها. شوراع بكت ونعت على من في طياتها سقط. أحدث هذا في بلد قط؟ جدة انتفض شمالك لنجدة جنوبك وذرف غربك دما على بتر شرقك. و مازلت صامدة, على مصابك صابرة وأدت بدون ذنب وهددت    بكل ضرب.

 جدة لم تعلم سمائك أن مزنها أنزلت جنودا باغتت صفوك, ولم تعلم أرضك أن ما يغسلها هو من يبكيها. قد أدركت سمائك فداحة ما حصل وأذرفت دموعا كي تواسي مصابك ولكن عزاء سمائك بات طعنا يجدد جراحا لم تزل تبرأ ولم تجد في الشفاء سترا كي يواريها. جدة يا مهبط حواء وقلب كل من اشتد عليه الداء. لا زلنا نبحث لك عن الدواء فتالله لا نبرأ حتى يزول عنك ماحل من القضاء ولن نقبل فيك أي عزاء فحالك اليوم بالنذرقد جاء. فلا قاض يقض ولا عدل يحل إلا من رب السماء.                                                     

                  

 ابنتك

عــــــــنـــــــود

-----------------------

كلمتي الأخيرة:

التوكل على الله دائماً و ابدً, التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شراً لا بد منه, و الأمل بالله ابداً لا ينضب ,فالحمدلله ان أصبت و استغفر الله ان اخطأت.