أريد أن أصبح مثقفاً
عندي صديق صادق صدوق, جميل الطبع و حسَن المعشر, و من حسن حظي أن وفقني الله بأن يكون عندي مثل هذا الصديق. فنحن نعرف بعضنا منذ أكثر من 18 عاما, و تبين أن عائلتي و عائلة صديقي يعرفون بعض منذ القدم, و هذا وطد صداقتنا أكثر. مغامراتنا كانت كثيرة من أيام المدرسة الثانوية و الدراسة في الكلية و من ثم الحياة. و في المقابل هواياتنا كثيرة و متشابهة و لكن هناك بعض الإختلاف الذي يستحق الذكر .
ما أعرفه عن صديقي بأنه يقرأ و لكن لا يحب القراءة, و يتعلل بأنه يمل بسرعة. يكتب و لا يحب الكتابة, مع العلم أن خطه جداً جميل. و أذكر ممازحاً بأن قلت له: ما هو أخر كتاب قرأت؟ فأخبرني أن أخر كتاب قرأ كان كتاب دراسي أيام الدراسة, و قد كان يضحك و هو يخبرني إجابته, و أنا أعتقد أنه كان يقول الحقيقة.
أنا أحب الذهاب للمكتبات و أن أتمشى بين الكتب. فذهبت إلى أحد المكتبات المشهورة الكبيرة في جدة, و تفاجأت بأن هناك نسخة جديدة من كتاب قد إبتعته من قبل, و كنت قد أشتريت منه خمس نسخ و أهديتها لزملائي في العمل المحبين للقراءة. فصورت هذا الكتاب بالفيديو و أنا أتحدث فيه ,بأن هذه نسخة جديدة من الكتاب الذي قرأنا من قبل. و أرسلت مقطع الفيديو لهم على تطبيق "واتساب". و في نفس الوقت أرسلت الفيديو لأصدقائي المحبين للضحك و لعب الورق على مجموعتنا في "واتساب".
و كنت أتوقع من الأخير, السخرية المعتادة منهم على حبي للمعرفة و الإطلاع. و لكن حدثت مفاجأة عظيمة. و هي أن صديقي العزيز, الصادق الصدوق, جميل الطبع و حسن المعشر, يخبرني على التطبيق, أن الكتاب يبدوا محفز و محمس للقراءة, و أنه يود إستعارته مني ليقرأ, و من ثم أردف و قال: أن العمر يجري و يجب أن يقرأ و أنه يريد أن يصبح مثقفاً. فأخبرت صديقي العزيز أن أبشر و لتصبحاً مثقفاً لا يشق له غبار. و من شدة فرحي ذهبت للمكتبة و أشتريت له النسخة الجديدة من كتاب "100 من عظماء أمة الأسلام غيروا مجرى التاريخ". و سأهديه الكتاب أمام الجميع في تجمعنا الأسبوعي إن شاء الله.
الشاهد: مهما يحدث و مهما يحصل, لا يوجد شيء أعظم من أن نستيقظ!
و كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.
إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني
@mkatouah
