Translate ترجمة جوجل

الأحد، 22 يناير 2017

تجربة سينمائية عجيبة و أحببتها!


تجربة سينمائية عجيبة و أحببتها!

فلم رائع جداً وأعطيه تقيم شخصي 9 من  10
الصورة من موقع
http://www.goldposter.com/134774/

كنت في أيام الابتعاث بأمريكا, خصوصاً في عطل نهاية الأسبوع, أحرص على حضور فيلم جديد في السينما. وقد كانت من أحب المتع إلى قلبي بأن أشاهد فيلم مع أكل الفشار بنكهة الزبدة او الكراميل. فقد كانت التذكرة بقيمة 15 دولار, و مع إظهار البطاقة الجامعية تصبح بقيمة 7 دولارات. وكانت التجربة هي أن أدخل إلى صالة السينما , وأن أجلس على مقعد مريح وشاشة كبيرة والأستمتاع بنظام صوتي رائع وأشاهد الفيلم لمدة ساعة ونصف او ساعتين و تنتهي التجربة على ذلك. ولكن ما حصل معي في أخر رحلة ذهبتها إلى دبي غيرت هذه التجربة البسيطة وجعلتها تجربة عجيبة جداً ولقد أحببتها.

ذهبت مع العائلة إلى دبي مول, وقد كان صرح معماري رهيب, يطل على برج خليفة الذي يعانق عنان السحاب. أراد الأهل أن يتسوقوا, فقلت لهم: خذوا راحتكم وأنا سأذهب لمشاهدة فيلم في السينما. فذهبت للسينما, وأخترت فيلم جديد كان قد اكمل أسبوعين على عرضه. وكان الفيلم للمثل مات ديمين بعنوان The Great Wall . بعد أن أخترت الفيلم, وعند دفع الحساب تفاجأت بأن السعر كان 90 درهم, فشعرت بأن المبلغ يعتبر كبير نسبياً بما يتعارض مع الخبرات السابقة لدور السينما التي زرت في عدة دول. فقلت لنفسي لماذا 90 درهم؟ ثم سألت مسؤولة الدفع فأخبرتني أن هذا الفيلم بتقنية البعد الرابع و سنعطيك نظارة لترى بها, وهي تقنية جديدة في عالم السينما. فدفعت و أنا أتذكر أيام الابتعاث و كيف أن قيمة التذكرة لا تتجاوز 15 دولار.

دخلت قاعة السينما, وجلست في المكان الذي أخترت. ومن ثم امتعضت قليلاً لأن المقعد لم يكن مريح حقيقةً. ومن ثم قلت لنفسي: ليهون كل شيء في سبيل الاستمتاع بفيلم جديد. ثم ظهرت جملة على الشاشة بأنه يجب ارتداء النظارة الأن و الحذر من عدم وضع القدمين في مكان غير المخصص. فتعجبت من أخر جملة, و سألت نفسي: لماذا يجب وضع القدمين في المكان المخصص؟

وما أن اختفت الجملة التحذيرية والتوعوية من الشاشة, حتى تحرك مقعدي ورجع للخلف وأصبح بوضعية مريحة جداً, وزاد حجم الشاشة لدرجة شعرت بأنها تحيط بي من كل جانب. من ثم بدأ الفيلم وكان البطل يركض على ظهر الخيل وغبار الصحراء يحيط به, ولم يلبث حتى أمتلأت الصالة بالغبار وأصبحت رائحتها غبار وأتربه. فقلت لنفسي في إنبهار وتعجب: مالذي يحصل هنا؟ ثم حل الظلام في الفلم  وكان مخلوق غريب يتربص بالبطل, وكان البطل يحاول أن يطعنه بالسيف. ولم ألبث حتى تحرك المقعد بطريقة مخيفة يمنةً ويسرةً, كما يلوح البطل بالسيف. فكلما يلوح البطل بالسيف يميناً يتحرك المقعد يميناً, وإذا لوح بالسيف شمالاً, يتحرك المقعد شمالاً, وأنا متمسك بالمقعد حتى لا أسقط من حركات المقعد او من الإثارة التي أشعر بها. واستمرت حركة المقعد طوال فترة عرض الفيلم, كما لو كانت تجربة حقيقة تخوضها بنفسك. وتتغير تباعاً لتغير ظروف الفيلم والبيئة التي تسحبك نحوها لتصير أنت البطل.

و من المؤثرات الرهيبة والرائعة التي اختبرتها بأنه بدأت بعض التفجيرات في الفيلم, وأصبحت الصالة تضيء بأنوار التفجيرات مع الغبار والأتربة كما الفيلم. ثم بدأ البطل بالقتال باليد , وبدأت أشعر بالضربات الخفيفة من ظهر المقعد على جسدي وقدمي وكأني أنا من يتعارك مع البطل. ثم أخذ البطل القوس وبدأ يرمي السهام, وأصبحت أشعر بالسهام وهي تنطلق من خلف أذني, و البطل يقفز عالياً ويتحرك المقعد بي لدرجة كأني سأسقط, ثم يعود بي المقعد مرةً أخرى. ويبدأ البطل برمي القنابل على بركة مائية, ويحصل إنفجار ويتناثر الماء على وجهي وكأني في وسط الفيلم. ثم يتوقف كل كل شيء مع الأنتهاء من عرض الفلم.

كانت تجربة لم أختبرها في أمريكا, ولم أختبرها في أي مكان. شعور عجيب أن تكون متفرج ولا تلبث حتى تجد نفسك في خضم الأثارة التي يصنعها الفيلم. فعلاً كانت التجربة تستحق أكثر من 90 درهم دفعتها لأشعر بتجربة فريدة لم أعيشها من قبل. حاولت قدر المستطاع أن اصف لكم هذه التجربة الفريدة التي عشتها في سينما دبي مول. وكيف أني عندما خرجت من صالة السينما بإنبهار كبير وشعور يخطف انفاسي, وحتى أن الأدرينالين لا يزال يضخ في دمي من كثر الأثارة.

تجربة سينما البعد الرابع في دبي كانت مثيرة و محط إعجاب, ولا ينبغي تفويت تجربة كهذه دون الكتابة عنها..

وأتمنى فعلاً أن نرى مثل هذه الدور وتسنح لنا فرصة تجربتها مراراً, لأنها فعلاً كانت كفيلة بجعل إجازتي إستثنائية لا تنسى وجعلت يومي سعيد جداً.


 كلمتي الأخيرة:

التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.

خط تويتر الزمني