Translate ترجمة جوجل

الأحد، 19 أبريل 2015

رحلتي مع الخميائي


رحلتي مع الخميائي

بعد أن أنتهت رحلتي مع الراهب الذي باع سيارته الفيراري, و كيف أنه أخذني إلى أعماق نفسي لدرجة أني إكتشفت مالم أتوقع إكتشافه. و من ثم ذهبت لتلقي الحكمة و كيف السبيل إلى الغنى من أغنى رجل في بابل, و كيف أنه عاش حياته بمبدأ "الحذر القليل خيرٌ من الندم الكثير." و ها أنا الأن وجدت نفسي في رحلة عجيبة و غريبة, رحلة في البحث عن كنز, و لكن السر ليس في أهمية و عظمة الكنز بل في الطريقة التي عُرف بها وجود الكنز, و الطريق إلى الكنز, الدروس النابعة من الألم في سبيل الحصول على الكنز, و ما هو الكنز, و البحث عن الخميائي راعي الكنز.

حكى لي سنتياغو قصة تعلمها خلال رحلته في البحث عن الكنز الذي كان حسن الطالع دائماً يقوده إليه, فقال: يحكى أن رجلٌ كان يبحث عن السعادة, فأخبروه بمكان حكيم من الحكماء قد فاق من العمر المائة. فذهب إلى منزل ذلك الحكيم, و قد كان قصراً عظيماً و كان الناس كثير, فدخل إلى ساحة تعج بالناس يستفسرون من الحكيم. فوصل إلى الحكيم و قال: كيف السبيل إلى السعادة؟, فلم يجبه الحكيم, ثم أصر و سأل مرةً أخرى, كيف السبيل إلى السعادة؟, فقال الحكيم: هل رأيت قصري الكبير و تجولت به, فقال الرجل: لا. فقال الحكيم: حسنناً إذاً. سأخبرك عن السعادة إلى مسكت هذه الملعقة التي بها بعض الزيت, و تدور بها في القصر, و لكن بشرط أن لا تسكب أي شيء من الزيت. فقال الرجل حسناً. و بالفعل أمسك الرجل بالملعقة التي بها الزيت, و دار في القصر كله ثم عاد إلى الحكيم. فقال له الحكيم: هل رأيت القصر من الداخل؟ فقال الرجل: لا, هلى رأيت التماثيل التي في القصر؟ فقال لا, و قال الحكيم: هل رأيت النافورة التي في منتصف القصر؟ فقال الرجل الباحث عن السعادة لا. فقال الحكيم: إذا إذهب و ملعقة الزيت معك و أنظر إلى القصر و التحف التي فيه.

فذهب الرجل الباحث عن السعادة و أصبح يتجول في القصر و قد كان مبهوراً بما يرى, و من العجائب الكثيرة التي لم يرى مثلها من قبل. و عاد إلى الحكيم, و قال: لقد عدت, فسأله الحكيم: هل رأيت القصر؟ و هل رأيت ما فيه؟ فقال الرجل الباحث عن السعادة, نعم رأيته, و راح يوصف للحكيم كيف أن قصره  جميل و رائع. ثم باغته الحكيم و قال: ماذا عن ملعقة الزيت؟ فتوقف الرجل الباحث عن السعادة, و نظر إلى ملعقته و قد كان الزيت قد إختفى منها. و نظر إلى الحكيم بكل أسف. ثم قال الحكيم: يا بنى السعادة هي أن تتمتع بالحياة دون أن تزيغ عينك عن بقعة الزيت.

كانت هذه أحد القصص التي حكاها لي سانتياغو خلال رحلته و هو يبحث عن الكنز. و قد بدأ في إخباري كيف أن للعالم روحاً و أن من يفهم ذلك سيفهم لغة كل شيء. و أخبرني أيضاً كيف أن كل كائن على وجه الأرض يلعب دوراً أساسياً في كتابة تاريخ هذا الكون. و أخبرني أيضاً أن لا أستسلم لليأس لأنه السبب في عدم التحاور مع قلوبنا. ثم سكت برهه و قال: إذا أردت أن ترى عظمة الخلق كله فما عليك إلا أن تتأمل حبة رمل واحدة. و من ثم سألت سانتياغو و قلت: من هو الخميائي؟ فقال: الخميائي هو الشخص يستطيع إحلال الكمال الروحي على الصعيد المادي.

ثم سكت, و لم أستطيع الكلام, حتى قال لي سانتياغو: إعلم أن أي نعمة لا يتم قبولها تتحول إلى لعنة. و إعلم أنه ليس الحب ما يمنع الرجل من تحقيق أسطورته الشخصية, و أنه منعه ذلك, فهذا ليس بحب. ثم وجدني أفكر في كلامه و أردف قائلاً: و إعلم أيضاً أننا نحب لأننا نحب و ليس هناك أي سبب للحب. و أردف قائلاً: إعلم أن الحب هو ما يجعل الطريدة تتحول إلى صقر, و الصقر إلى إنسان, و الإنسان من جديد يتحول إلى صحراء, و هذا هو ما يجعل الرصاص يتحول ذهباً و الذهب يعود و يختبئ تحت الأرض مرةً أخرى.

فقلت لسانتياغو قبل أن ارحل, و كيف عرفت كل هذا؟ فإبتسم و أعطاني ظهره و قال: مكتوب, كل شيء مكتوب يا معتصم, كل شيء مكتوب. فكأنه عرف أن وقت رحيلي قد حان, و أن الدنيا بدأت في التغير, و الزمان تحول لأذهب في رحلة أخرى, فوجدت نفسي أستمع مع ولدين صغيرين دروس في الحياة و كيف السبيل إلى تحقيق ثروة هائلة. و لكن هذه قصة و رحلة أخرى مع "الأب الغني, و الأب الفقير".




و كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.

 إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني


@mkatouah
eng.mkatouah@gmail.com

خط تويتر الزمني