Translate ترجمة جوجل

الخميس، 2 أبريل 2015

رحلتي مع أغنى رجل في بابل



رحلتي مع أغنى رجل في بابل

بعد أن إنتهت رحلتي مع الراهب الذي باع سيارته الفيراري, و التي تعلمت منها الكثير و تأثرت منها أيضاً. و بما أني دائماً في بحث مستمر, قررت أن أبحث عن شيء جديد, شيء يخرجني من العالم الذي أنا فيه, شيء يجعلني أعيش مغامرة جديدة, تُعلمني و تُلهمني. و أثناء بحثي المستمر و إذا بي أجد نفسي في مكان غريب و مريب. وجدت نفسي قد إني قد عدت إلى قبل 8000 سنة, تحديداً وجدت نفسي في أغنى مدينة على وجه الأرض في ذلك الزمان, وجدت نفسي في بابل.

سألت نفسي لماذا أنا هنا؟ كيف وصلت إلى هنا؟ و لم أجد إجابة, لكن شرعت سريعاً في إتخاذ القرار بأن أمضي في هذه المدينة لأعرف الإجابات . مشيت بحذر, بين الطرقات النظيفة في المدينة, ثم مشيت في طريق السوق, فرأيت العبيد الذين يتم بيعهم, و رأيت الماشية التي سيتم بيعها, و ثم رأيت متجر النحت على الطين, و من ثم وجدت "أركاد" أغنى رجل في بابل, و كان حوله الكثير من الناس, يستمعون إليه و هو يعلمهم كيفية التعامل مع المال.

أركاد, كان معدماً, لا يملك شيء, يعمل بأجر يومه في نحت الطابات الطينية للزبائن. كان فقيراً, و أهله أيضاً من الفقراء. و أغنياء بابل في ذلك الوقت إما كانوا تجاراً او ورثوا الكثير من القطع الذهبية من أبائهم. و كان لدى أركاد الكثير ليفعله, حتى يصبح غنياً. فأسألته من بين الجمع من الناس: كيف أصبح غني أركاد؟ فنظر لي و إستغرب من مظهر ملبسي, و لكن لم يعيه إهتمام, لأن بابل كا يزورها الناس من جميع الأقطار, و قال: لقد علمني رجل حكيم كنت قد نحت له الطابات الطنية "أن الغنى يبدأ عندما تدخر عشر إراداتك, و من ثم تجمع هذا العشر الذي إدخرته ليعمل لحسابك". ثم أردفت و قلت:  كيف نحصل على المال يا أركاد إذاً؟ فقال: "العمل الجيد يأتي بالخير للرجل الذي يقوم بعمل جيد" ثم أردف و قال لا تنسى أنه: "أينما وجدت العزيمة, وجد الطريق".

ثم سكت, و سأله أحد تجار بابل الصغار: كيف نعرف أن التجارة التي نخوضها مربحة او لا؟ فقال أركاد:" التعليم نوعان: النوع الأول هو الأشياء التي نتعلمها, و النوع الثاني هو الممارسة التي تجعلنا نكتشف". ثم أردف و قال: ليكن في الحسبان عند الخوض في أي تجارة " فإن الحذر القليل, خير من الندم الكثير". فسألت: و كيف هذا؟ فقال: إذا أردت شراء الجواهر فإسأل تاجر الجواهر, و إذا أردت شراء الأقمشة فإسأل تاجر الأقمشة, و لا  تصنع مثلما صنعت في بداية حياتي بأن طلبت بعض الجواهر من صديق لي يعمل في تجارة مختلف عن ما طلبت, و خسرت كل ما إدخرت لمدة سنة كاملة و من ثم أعدت الكرة, و لكن بالطريقة الصحيحة. و قال أيضاً: أعلموا أيها الأفاضل بأن " كلما إزداد شعور المرء بالجوع, عمل عقله بصفاء". و أردف و قال:  و من هنا توصلت بأن أسأل الشخص المناسب لأي تجارة.

فسكت الجميع حول أركاد, و أصبح يهمهم بكلمات لم أعرف معناها:

يساق الإنسان كما تساق الزوبعة
التي تقوده مثل العاصفة
فلا أحد يستطيع تتبع مسارها
و لا أحد يستطيع التنبؤ بمصيرها

ثم صمت أركاد و أصبح ينظر للجمع و هو مبتسم, و من ثم قال: عندما يأتي الصغار إلى الكبار طلباً في النصيحة فمن الأفضل أن يصغوا جيداً لأن الكبار يعطونهم حكمة السنين, و هذا لا يعني أن نعطيهم ما حصل معنا في الماضي, بل بما يساعدهم لليوم. ثم أعقب كلامه أركاد و قال " الإعداد المناسب هو الأساس للنجاح, فإن أفعالنا لن تكون حكيمة إلا بحكمة أفكارنا, و أفكارنا لن تكون حكيمة إلا بحكمة تفهمنا للأمور". فكان الجميع و كنت بينهم نصغي لأغنى رجل ببابل بكل حواسنا.

و من ثم قررت الرحيل من مجلس أركاد, لأني شعرت بأن هناك من ينادي للرحيل. و قبل أن أرحل سألت أركاد و قلت: ما هو أهم شيء تعلمته في حياتك يا أركاد؟ فسكت و قطب حاجبيه و قال: "الحذر القليل, خيرٌ من الندم الكثير". فشكرته و قلت شكراً لك يا أركاد, ثم قال: إلى اللقاء أيها الغريب, و ثق تماماً أن ما قلته لك سينفعك في أي زمان و أي مكان. و كأني إستشعرت بأن أركاد كان يعلم بأني لست من هذا العالم, فإبتسمت له و إنصرفت.

و ها أنا الأن خارج أسوار المدينة العظيمة بابل, أبحث عن المكان الذي جئت منه حتى أعود لزماني, و من ثم أظلمت الدنيا, و ساد الصمت و إذا بي أجد نفسي في مكان جديد, و كأن رائحة البحر قريبة, و وجد فتى, راعي للماشية, و قلت من أنت؟ فقال: أنا سانتياجو..... و لكن هذه رحلة أخرى كانت مع الخميائي!



و كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.

 إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني


@mkatouah
eng.mkatouah@gmail.com


خط تويتر الزمني