Translate ترجمة جوجل

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

365 يوم دون تدخين "جبال وعواصف"



365 يوم دون تدخين "جبال وعواصف"

اليوم 14 اغسطس 2019 هو الذكرى السنوية الأولى بالنسبة لي في رحلة ترك التدخين او كما احب أن اقول experimental Journey رحلة تجربة, فقد توقفت عن التدخين في 14 اغسطس 2018, ويمكنني القول بأن الرحلة كانت على مراحل. ولم تكن سهلة, ولم تكن صعبة ايضاً. الهدف كان هو ترك التدخين لمدة سنة ومن ثم الكتابة عن هذه التجربة. فعلى سبيل المثال فقد كتبت رحلتي في اول 50 يوم دون تدخين وكيف كانت الحياة جداً قاسية معي. ومن ثم كتبت 100 يوم دون تدخين وكيف أن الحياة استمرت رغم الصراعات التي كنت اخوضها مع نفسي. والأن مع الجزء الثالث والأخير من هذه الرحلة التي وصلت بها الى الهدف المرسوم وهي 365 يوم دون تدخين بين الجبال والعواصف.

سأقول كلمة يعلمها المدخنين تماماً وهي بأن سحبة نفس السيجارة ثم نفثها تكون كفيلة بأن تجلعنا على ما يرام, فما بالكم فيمن احترف هذا النفث لأكثر من 20 سنة. لماذا جبال وعواصف؟ بكل بساطة فقد كنت أنا الجبل, واقولها بكل فخر لأن ذقت الأمريين , وكانت النفس التي تشتهي إشعال السيجارة هي العواصف, وكم كانت شديدة و كثيرة. فكم مر من وقت ضعفت فيه لدرجة محزنة ابحث عن شيء انفثه ليخرج كل الغضب الذي يتملكني, او التوتر الذي يصيبني, او لمجرد التفكير في حل, ولكن صبرت وقاومت للوصول للهدف وهو هذا اليوم.

قد يسأل القارئ, ولم هذه التعب؟ بكل بساطة لأني أنا تعبت صحياً من التدخين رغم حبي للتدخين, واتعبت من هم حولي من رائحة التدخين او كما يطلق عليه التدخين السلبي. واحداث وحوادث كثير كان سببها التدخين. لست هنا للحكم على الدخان او المدخين, فابالرغم من تركي للتدخين الان لمدة سنة الا اني كل يوم افكر للعودة للتدخين والأن اصبحت الفرصة كبيرة بأن اعود للتدخين بعد ان وصلت لهدفي و لكن للنتظر قليلا لنرى مالذي سيحصل في المستقبل.

اود أن اذكر طريقة قد ذكرتها سابقاً في احد مقالاتي عن التدخين وهي بأني تركت علبة السجائر في سيارتي, حتي اشعر بأن السجائر قريبة مني, وفعلاً الى الان توجد علبة السجائر التي عمرها اكثر من سنة في سيارتي. فقد كانت هذه الطريقة رهيبة لأقنع نفسي بأن السجائر قريبة وبإمكاني ان اشعل سيجارة ولكن عوضاً عن ذلك عكفت للإستمرار في هدفي وهو سنة دون تدخين.

من واقع التجربة:

 الشعور بإستنشاق الهواء النقي عوضاً عن استنشاق الهواء مع رائحة الدخان, يعتبر شيء جميل, خصوصاً عندما تذهب للبحر او للبر وتستمتع بالتنفس. لا اعلم عنكم وقد يرى البعض بأن هذا يعتبر سخف, ولكن حقيقةً تجربة جميلة.

تقبل اصدقائي قراري بترك التدخين واحترم الكثير ذلك, حيث أن غيابي عن الديوانية اثر بهم ايضاً, وحتى ان حضرت, بعضهم اصبح يدخن بعيداً عني حتى لا يضايقني, قد تأثر البعض وقرروا ترك التدخين, وقد تركوا التدخين واتمنى لهم كل التوفيق.

صحياً اصبحت لا اتعب كثيرا او ينقطع نفسي كما كنت في السابق, واصبحت احاول قدر الامكان للمشي او ان اخطو قرابة 10000 خطوة يومياً واقوم بحسابها بساعتي. ولا انكر بأن وزني قد زاد بطريقة مخيفة حيال تركي للتدخين ولكن قمت بإدارة الموضوع بطريقة سحرية وسريعة ليعود النصاب كما كان.

القراءة والكتابة والرياضة والبحث عن هوايات جديدة اصبح دائما شغلي الشاغل, حتي لا استسلم للفتور والطفش.

اصبحت لا اهتم إن دخن اي احد بجانبي, وكأني اعتدت ذلك بأن لا ادخن. اكتشفت بأن التدخين ليس ادمان, وقد يختلف الكثير معي حيال ذلك, ولكن هو ادمان عادة اعتدنا عليها بأنفسنا من اجل انفسنا.

والان امامي خيار صعب: هل اعود للتدخين؟ وهذا وارد. او هل استمر في هذه التجربة إلى أن يشاء الله, وهذا ايضاً وارد.



اقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني
@mkatouah
eng.mkatouah@gmail.com

كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.





خط تويتر الزمني