كيف تصبح حكيماً!
الكاتب: فاروق رضوان
ترجمة: م. معتصم كتوعه
المصدر
الحكمة:
الحكمة ليس لها علاقة بالعمر
و ليس لها علاقة بأي شيء له علاقة بالعمر. فأنت قد تصادف شخصاً قد بلغ الستين من
العمر و تطلبه النصيحة و قد يضلك, و قد تصادف شخص أصغر في العمر و قد يساعدك.
دون حكمة ستكون أفعالنا بناءً
على رغباتنا, و قد نمضي وراء غريزتنا دون تفكير بالعواقب و دون تفكير بالضرر الذي
قد نسببه لأنفسنا و لنلحقه لغيرنا. و لهذا فإن كلمة من شخص حكيم قد تكون ذات فائدة
أكثر من سنوات من الخبرة الحياتية. و كلمة من شخص غير حكيم قد تجعلنا نتخذ قرارات
نندم عليها لاحقاً. فإذا كان هناك شيء , نحتاجه فعلاً حتى نعيش حياة أفضل, و حياة
سعيدة, فحتماً ستكون الحكمة.
كيف تصبح حكيماً:
لا تأخذ قررارت سريعة:
أحد أهم الأعمدة للحكمة هي أن لا تأخذ قرارات سريعة. فعلى سبيل المثال: فإذا كان
يجب عليك أن ترد على عرض قد عرضته عليك أحد الشركات, و قد أعطوك 3 أيام حتى ترد
عليهم, فإذاً يجب عليك أن ترد عليهم في اليوم الثالث حتى لو كنت تعرف مسبقاً ماذا
تريد أنت بالظبط. و مثال آخر: إذا أردت أن ترسل بريد إلكتروني مهم جداً لأحد
الأشخاص, و هذه الرسالة الإلكترونية لها تأثير على حياتك, فعليك أن تكتبها و لا
ترسلها. فبعد وقت قصير ستجد أن أفكار جديدة تدور في عقلك و ستساعدك في كتابة و
إرسال رسالة إلكترونية افضل.
لنلخص هذه النقطة: إذاً يجب أن لا تتسرع في أفعالك طالما لديك الكثير من
الوقت المتبقي, حتى إن كنت تعرف مسبقاً ماذا تريد.
لا تتصرف قبل أن تكمل
المعلومات اللازمة: أنا متأكد بأنكم قد واجهتم
مثل هذه الحالة, بأنكم أخبرتم صديق لكم بمشكلة قد وقعتم بها, و من ثم يقوم بإسداء
النصيحة و الحل لكم دون أن يفهم تماماً الموضوع.
بعض المصطلحات مثل "هي مجنونة,
من الأفضل أن تنفصل عنها" او "الشخص الذي يعمل هكذا يعتبر شخص
أناني", و تعتبر هذه المصطلحات عبارة عن الإجابات الأكثر شيوعاً و التي قد
نحصل عليها من قبل أشخاص من أصدقائنا و أقاربنا ليسوا حكماء. فقبل أن تعطي أي صديق
نصيحة او قبل أن تتقبل أي نصيحة من صديق او قبل أن تتخذ أي موقف تأكد بأنك تستطيع
أن ترى الصورة الأكبر بكل بوضوح.
إفهم الأسباب الكامنة:
الشخص الذي يصرخ على أي شيء, ربما يكون لديه مشكلة كبيرة في حياته لا يستطيع حلها,
الشخص الذي يسخر دائماً ربما هو غاضب لأنه لم يستطيع تحقيق أهدافة, و الشخص الذي
يكرهك ربما يخاف منك.
لتصبح شخص حكيم يجب أن يكون
لديك المعرفة التي تخولك بأن تستطيع أن ترى ما وراء الكواليس, و أن تستطيع أن تعرف
جذور أسباب تصرفات بعض البشر. و لحصد هذا النوع من المعرفة يحتم عليك بأن تتخذ
أفعالاً مختلفة عن الأفعال التي صنعتها مسبقاً.
أقرأ و طبق:
أقرأ كثيراً دون تطبيق, فستصبح كدودة الورق (عثة الكتب), و إن إتخذت أفعال و
قرارات دون أن تقرأ, فستصبح شخص متكبر, او إن قرأت كثيراً و طبقت ما تعلمت, فستصبح
شخص حكيم. و ليكن في الحسبان بأن الحكمة تعتبر خليط من المعرفة و الخبرة, و هذان
العنصران مهمان لتصبح شخص حكيم. فإذا أردت أن تكون حكيماً, فأهم نصيحة سأعطيك إيها
و هي أن تقرأ و تطبق ما تعلمت.
لاحظ دائماً:
أنت لست بحاجة لأن تقفز إلى حفرة حتى ترى إن كانت خطرة أو لا, لأنك قد تحصل على
نفس المعلومات التي تريدها بأنك لاحظت شخص قد وقع في حفرة و تأذى. إذا كانت خبرات
الحياة قد تساعدك لتصبح شخص حكيم, فإعلم أن التعلم من خبرات الأخرين قد يجعلك أكثر
حكمة.
لا تتبع القطيع:
ثق تماماً بأن أغلب من ستصادف من الأشخاص لن يكونوا حكماء, فهم سيتصرفون بناءً على
عاطفتهم دون معرفتهم بكافة التفاصيل. و لكي تكون حكيماً يجب أن تعرف كيف تفعل مالا
يفعله الأخرون. فإن إتبعت القطيع فلن تكون حكيماً أبدأ.
و كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.
إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني
@mkatouah
eng.mkatouah@gmail.com
