Translate ترجمة جوجل

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

الابتعاث ابو التجارب



مقال كتبته لموقع سفراء رياديون بعنوان "الابتعاث ابو التجارب"




المهندس معتصم بن صافي كتوعه - جده

منذ أول يوم وطأت قدمي الولايات المتحدة الأمريكية, تحديداً عندما خرجت من بوابة المطار الى المدينة التي لا تنام نيويورك, حتى اختبرت تجربة كانت الأولى لي من نوعها وهي خروج الهواء البارد من فمي على هيئة دخان كما الأفلام السينمائية. ومن هنا بدأت رحلة التجارب ، لأن الإبتعاث كان هو المكان لتجربة كل جديد.

بفضل من الله ومنة كانت تجربتي مثمرة ، التي قاربت العقد من الزمان في الابتعاث, صادفت فيها كل جميل وغريب وحتى السيء. فقد تعلمت بطرق تدريس مختلفة لم أعهدها من قبل, مثل: دخول الاختبار ومعك الكتاب وجميع المراجع التي تريد حتى تستخدمها في الحل ، او أن يكون إختبارك النهائي في مادة هندسية صعبة عبارة عن كتابة مقال قصير تعبر فيه عن ما إستفدته من المادة.

 ومن ثم تجربة عقد صداقات مع أناس لم أتخيل بأني سأصادقهم مثل: زميلي الأمريكي في غرفة سكن الجامعة التي كنا نتشارك فيها ، الذي كان في بداية الأمر متوجس خيفةً مني بأني مسلم و سعودي. حيث بدأت بعزيمته بين الفترة والأخرى على قالب من الشكولاته الذي حطم جدار التوجس والخيفة منه, فبادلني بنفس الطريقة بعزيمتي بين الفترة والاخرى على مشروب الكولا الذي أفضّل ، ولازلنا نتواصل الى الآن من خلال قنوات التواصل الإجتماعي.

 وأيضا قمت بتجربة السفر بالسيارة حيث قدت من جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية إلى حدود كندا في الشمال الغربي من القارة الأمريكية الشمالية. حيث عبرت خلالها خمس ولايات، واكتشفت فيها أن كل ولاية تختلف عن الأخرى من حيث القوانين والتشريعات وحتى طباع البشر.

كنت دائماً أفكر عن ماذا لو عاد بي الزمن لوقت بداية الابتعاث؟ يا ترى هل كنت عملت ما عملت؟ او غيرت ما عملت كله؟ وتوصلت لإجابة اقنعتني وهي: نعم كنت سأعمل ما عملت وسأضيف أني كنت أود تعلم لغة او لغتين أخرى خلال فترة الابتعاث مثل الأسبانية والفرنسية ، ولكن يبدو أن مواد الهندسة لم تترك مجال لدراسة اي شيء أخر.

وأخيراً, في رحلة العودة إلى الوطن خضت أول تجربة لي في خط السير الجوي الجديد الذي كان لمدة 16 ساعة في الطائرة من غرب القارة الأمريكية الشمالية إلى شبه الجزيرة العربية. ولسان الحال يقول: حتى عند إنتهاء مغامرة الابتعاث لا يزال يذكرني بأنه ابو التجارب.


 و كلمتي الأخيرة:

التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.


 إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني

Eng.mkatouah@gmail.com



@mkatouah


خط تويتر الزمني