سبوتنك
Sputnik
ترجمة : م. معتصم صافي كتوعه
المصدر
 |
| الصورة من موقع http://www.engineeringdaily.net/sputnik/ |
في الرابع من اكتوبر من عام 1957م, أطُلق من كازاخستان كرة
معدنية بحجم 25 انش إلى الفضاء. و قد دارت حلو الأرض لمدة 3 أشهر و أستمرت بإرسال
إشارات لاسلكية لمدة 22 يوم. ذلك كان سبوتنك, أول قمر صناعي في التاريخ, و قد كان
أول تجربة ناجحة لإكتشاف الفضاء من قبل الأنسان.
لبعض الناس سبوتنك يعني أموراً كثيرة. فكلمة سبوتنك تعني
"الرفيق المسافر" و الأسم يوافق مهمته كقمر صناعي. سبوتنك يعتبر للإتحاد
السوفيتي البائد, كقفزة تقنية و رسالة غير مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية في
التقدم العلمي خلال الحرب الباردة. و لوالدي و لملايين البشر حول العالم, سبوتنك
يعتبر نموذج للتقدم. ففكرة بأن كرة صنعها أحد الأشخاص, تستطيع السفر لمالانهاية
إلى الفضاء يعتبر شيء من المستحيل. و كان لسبوتنك تأثير كبير على الجماهير الأمريكية,
فقد أسُتقبل سبوتنك بالإعجاب و الحنقة في نفس الوقت, و قدكتبت الصحف عن ذلك و
استمرت في الكتابة لوقت طويل.
و قد كان سبوتنك بمثابة إنذار للحكومة الأمريكية في ذلك
الوقت, بأن يشدوا الهمة لدخول سباق الفضاء. و بدأت الولايات المتحدة في العمل
بسرعة لحفظ ماء وجهها أمام العالم, فقامت بالعمل و التجارب و إطلاق أكثر من صاروخ,
تحديداً بعد شهرين من إطلاق سبوتنك. و من الأمور الأخرى, كان هناك الكثير من الذعر
خلال الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي البائد و الولايات المتحدة الأمريكية حول
التسلح الفضائي. و في المقابل جعلت الولايات المتحدة الأمريكية البرفسور وارن فون
بران المسؤول عن برنامج إطلاق الصواريخ للفضاء.
و قد كان البرفسور وارن فون بران
نازي سابق و هو العبقري خلف إطلاق الصاروخ "في 2" الذي دمر وسط لندن في
الحرب العالمية الثانية. و قام البرفسور فون مع فريقه بعمل تصميم ناجح للقمر
"ساترن 5" الذي ساهم بوضع أول رجل على سطح القمر في عملية أبولو
التاريخية. و في المقابل البرفسور سيرجي كوليوف و قد كان سجين سابق, هو المسؤول عن
برنامج الأتحاد السوفيتي الفضائي. الدولتان كانت تسعى جاهدة لإكتشاف الفضاء بغرض
التسلح العسكري او الدفاع العسكري. و كل من الرجلين فون و سيرجي لديهم الرغبة في
الإستمرار في برامجهم لإطلاق الصواريخ و في نفس الوقت بأن يكونوا من العظماء الذين
ساهموا في أكتشاف الفضاء.
لسبوتنك مكانة عظيمة عند العلماء, أكبر من مكانته التاريخة
أيام الحرب الباردة. فسبوتنك يعتبر كدرس مهم في كيف أن كرة معدنية بسيطة بأربع
لواقط لاسلكية, قد غيرت وجه أساسيات التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث
أصبح سبوتنك محور الحوار في أي مناقشة, و أصبح الحوار عن التقدم التقني و العلمي
هو السائد في الدولة ككل. و بكل بساطة يمكننا شرح ذلك, فقد كانت الولايات المتحدة
الأمريكية لا تنتج الكافي من الكوادر البشرية في التخصصات مثل الرياضيات و الهندسة
و الفيزياء حتى تستطيع منافسة التقدم العلمي الرهيب للأتحاد السوفيتي. يقول والتر
كرونيكت , قبل ظهور سبوتنك, كان هناك الكثير من النقاشات حول التعليم و منها أن لا
يتم تقيم الطلاب في المدارس و الكليات و بعد سبوتنك تغير كل شيء.
و بسبب سبوتنك, وقعت الجمعية القومية للتعليم و الدفاع في
عام 1985م على عريضتين: 1- توفير الكوادر الكافية في الدفاع و المناصب العسكرية 2-
توفير القروض للطلاب لدراسة الباكالوريوس و الدراسات العليا. و على صعيد أخر,
فالثورة التي قادها سبوتنك قادت للبحث عن علماءو و باحثين و معلمين و أيضاً صانعين
للقرار. و قد تم توجيههم بعمل تطوير للمناهج الدراسية في الثانوية العامة, و تطوير
طرق التدريس و التعليم لهم و لغيرهم. فقد تم تحديث مادة الرياضيات و الكمياء و
الفيزياء, فأصبحت أكثر إثراء و صعوبة. و كان هناك تغير في مجالات البحث, فأصبح
أكثر بدائية عوضاً على أن يكون تطبيقياً. و تم الحد من البحث التطبيقي, و هذا سبب ساهم
في التقليل من العلماء و المهندسين. و لكن هذا كان له إيجابية , بأن البحث البدائي
دون تعقيدات تطبيقية, سيساهم في تحفيز خيال الباحثين و مثل هؤولاء الباحثين هم من
أخترع سبوتنك1 .
و بهذا نعرف كيف جرت الأمور بأن نبسط كل شيء, و بهذا نستطيع
القول بأن أمريكا قد فازت بالسباق. فأي مشروع كان من ناسا او ديربا, او أي مشروع
فضائي قد نجح و أنتصر. و لكن, يجب القول بأن سبوتنك يستحق بأن يحتل مكان كأحد أعظم
الأكتشافات في العالم على مر التاريخ. و بالرغم أنه صنع في الأتحاد السوفيتي, الا
أنه كان أحد أعظم الأمور للولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.
و كلمتي الأخيرة:
التوكل على الله دائماً و أبداً. التفاؤل مطلب مهم, و مواجهة الواقع شر لا بد منه. و لكن الأمل بالله أبداً لا ينضب, فالحمدلله إن أصبت و أستغفر الله إن أخطأت.
إقتراحاتكم و تعليقاتكم تُعلمني و تهمني و تُلهمني
