Translate ترجمة جوجل

الخميس، 4 نوفمبر 2010

كما وصلني........بلا زيادة او نقصان

هذة الرسالة لم اقم بكتابتها, إنما طلب مني صاحبها بنشرها, بعد قرائتها شعرت بأنها مهمة جدا و لا بد ان انشرها, لأني ايضا اعتقد انه شيء في نفس صاحب الرسالة كان, و اعتقد انه كان حملا ثقيلا. (معتصم)
كل يوم أعيشه في الولايات المتحدة الأمريكية يزيدني دهشة و إنبهار وعجب وحسرة وندم. كل يوم أعيشه هنا أتعجب لفكر هذا الشعب الذي يسد أي ثغرات من الأسئلة قد تخطر على البال. أهمية الفرد هو الهدف المراد تحقيقه نحو مجتمع أفضل. ليس مهما عمر هذا الفرد أو جنسه أو جنسيته أو ديانته أو هويته أو قبيلته أو أمه أو أبوه أو عمه أو خاله المهم هو كفرد.
 كفرد في هذا المجتمع يستحق أن يعامل بإحترام تام حتى و إن لم يتجاوز الثانية من العمر. عندما قررت أن أدخل طفلتي إلى المدرسة أو الحضانة بمعنى أصح , كنت أظن أن الحضانة هي دار لرعاية الأطفال حين انشغال ذويهم , يقضون وقتا للمرح و الترفيه و اللعب. ولكن هالني ما لمسته من فن التعامل و الفكر في مخاطبة عقل الطفل وتوعيته و تعليمه بجميع الوسائل دون الإستهانة بقدراته العقلية.
 وما هالني أكثر وأدمع عيناي عندما قرأت كتيب التعليمات و اللوائح الخاص بالأسرة , و الذي يلخص سياسة المدرسة كأنظمة الدفع والغياب والطعام وإلخ. ولكني توقفت مذهولة عند سياسة العقاب حيث تنص سياسة المدرسة بعدم تعريض الطفل لأي نوع من أنواع الضرب , الشتم, التهديد, الحرمان من الطعام و الشراب, الحرمان من قضاء الحاجة, السكوت لفترة طويلة, التلاعب بأحاسيس الطفل أو مشاعره.
 هنا رجعت بيا الذاكراة إلى الوراء لعدة سنين كنت وقتها طفلة بالمدرسة الإبتدائية. لم يغب عن ذاكرتي منظر تلك المسطرة الخشبية ذات الحد الحديدي التي كانت أول شي يظهر مع الأشياء التي تحملها المعلمة حين دخولها الصف. و للأسف الشديد لم تستخدم للتهديد فقط إنما عمليا إذا نسيت إحدى الطالبات إحضار الدفتر أو حل الواجب أو تكلمت ببراءة الأطفال في الصف.
 تخيل أن هذه ذاكرتي للمرحلة الإبتدائية! الفترة من العمر التي لم نحاسب فيها من رب العالمين حيث أنها فترة تدريب وتعليم على مبادئ الدين. لكن مدارسنا التي الدين الإسلامي هو أساسها ومنهاجها لاتتبع نهج الله في ذلك. كم من طفل ضرب بتلك المسطرة أو ضرب لطما على الوجه أو هدد من قبل المعلمين؟ أين أهالينا من ذلك ؟ أين أنت يا أمي لم تقفي لتدافعي عن فلذة كبدك! من يحمي أطفالنا أو إلى من نلجأ فمن المعلمين إلى الوكلاء إلى المدرين نفس سياسة التعامل دون أي إختلاف .
 كل يوم نتعرض إلى العنف الجسدي والإغتصاب الأخلاقي والأدبي فنحن لا نستطيع حتى الشكوى ببساطة ليس هناك من نشكو إليه. إذا اشتكى الطفل لأبيه أو أمه ذهبوا إلى المدرسة و بعد عبارات التحية و المجاملات الزائفة تقول الأم أو الأب تلك العبارة الشهيرة " خذوهم لحم وردوهم إلينا عظم" يا سلام ما أجمل هذا الكلام!! و تأتي الأم أو الأب إلى أطفالهم مهددبن لا تفعل ذلك مرة أخرى ولو فعلت سأنال منك ضربا ثم يتبع ذلك بقول الشاعر " قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا".
 لكني أقول لا وألف لا لن أقوم للمعلم تبجيلا حتى يقوم هو لي احتراما كي يعلمني كيف أقوم له تبجيلا. كيف نكتسب العادات إذا لم نتعلمها ولكن ممن نتعلمها فالمعلمون يحتاجون إلى معلمين. لنأتي إلى التلفاز الشيء المسلي لدى الكبار و الصغار. التلفاز يستقطب عقل الطفل ووعيه وحواسه. ولكن ما هي برامج الأطفال التي تربينا عليها. سالي مسلسل الحزن الشهير أم الكابتن ماجد وقصص الأحقاد والتنافس والداسائس.
ماذا تعلمنا منها؟ مشاهدة ممتعة وقصص حماسية تجذب الطفل حين انشغال والديه. لنرى الفرق هنا يرامج الأطفال في فترة الصباح تعلم الطفل كيف يتعلم وليست فقط رسوم متحركة ذات ألوان جذابة إنما هيا برامج تعليمية. فمثلا رأيت مشهدا في أحد الأفلام توصى الأم طفلها بأنه في حال تعرض لأي حالة خوف أو تهديد أو رهبة من شخص كبير عليه اخبار حارس الأمن أو المعلم ولا يخاف من أي تهديد, وأن لا يذهب مع الغرباء و لا يتكلم معهم.
 أو فلم آخر يعلم الطفل أنواع المهن و ماذا تفعل وكيف تفدينا في حياتنا اليومية. و العديد العديد من الأفلام التي تعلم الطفل كيف يكون ايجابيا ويتعلم حقوقه وواجباته في هذا المجتمع. لا أذكر أننا تعلمنا شيئا كهذا إنما تعلمنا الكاراتيه كننجا و الملاكمة و الشجار و العراك وجماعة طيبين وأخرى أشرار أهذا هو مجتمعنا ؟
مقارنة بسيطة  فالطفل يسمع ويحس ويفهم حتى قبل أن يولد فتجد العديد من الآباء يقرأون لأولادهم وهم في المهد, يعطوهم حق الإختيار حتى و إن لم يستطيعوا التعبير كلاما بمجرد الإيماءات أو التعبيرات البسيطة يعملون مع أطفالهم ما نراه نحن مستحيلا أن يعلمه او يفهمه طفل رضيع. هنا أقوم لهم تبجيلا لأنهم علموني في أيام قلائل ما لم أتعلمه مجمل عمري.
ليس معنى ذلك أنهم شعب كامل إنما هناك العديد من الأخطاءوالأشياء التي تتنافى مع ديننا و مجتمعنا ولكن هناك الكثير ما نحسه ونلمسه منهم في التعامل بمنهاج الدبن الإسلامي مع إنهم غير مسلمون. لنقف سويا لنجاهد أنفسنا من النقد الزائف وعبارات اللوم و الاستنكار كالغزو الفكري مثلا أو غسيل العقول.
 فالحقيقة أنهم مازالوا أعداءنا ولكن عندما كنا نحن أعداءهم حاربونا وسلبونا كتبنا وعلمانا وعلمائنا ودرسوا أصولنا وابتكارتنا واختراعتنا وصقولها وطورها وصنوعها واستخداموها وتعالوا بها بين الشعوب وأصبحوا شعبا لا يهاب بينما أصبحنا نحن آخر من يهاب. لنقف الآن كي نحارب ونتعلم علمنا ونعلمه أطفالنا لنفاخر بديننا بين الأمم.

                                                            ودمتم بـ ود

                                                                   ع. ا

خط تويتر الزمني